قصة على طريق السلام

بناء السلام
article-image
دوماً ما كنا نتساءل .. لما علينا نحن أن يكون دورنا عدائياً في الحروب؟! ماذا تعني لنا النزاعات؟ ما الذي يمكننا فعله في عمرنا هذا وامكانياتنا هذه؟ هل نحاول أن نبرز دورنا في الحياة؟ (نحن الشباب) _ في الوقت الذي ساد فيه الظلم والحرب والدمار، أبنيةٍ مدمرة بالكامل، حي يخرج منه دخان يكاد يستبدل لون السماء إلى الأسود. صراخٍ يعبق الأزقة.. وفي ظل هذا .. انطلق مجموعة من الشباب للبحث عن السلام في أرجاء المنطقة وفي مشي طويل قرروا الانقسام لمجموعات ليتمكنوا من إيجاد السلام بحسب طريقتهم. قالت إحداهن أنها تجيد الأوريغامي (طي الورق) الهدف منها هو تحويل ورقة مسطحة إلى الشكل النهائي من خلال النحت والطي، أحاول أن أصنع طيور من ورق طيور تجوب العالم كل شخص يراها يتمكن من النظر إلى جانب جميل من جوانب الحياة. هنا يمكن أن نلفت انتباه المجتمع أننا قادرين على المشاركة في صنع القرار. وأن لكل منا طريقة في تحقيق ذاته في الحفاظ على السلام ونختار ما يتوجب علينا اتخاذه في ما يصب في مصلحة الشباب. اقترح شخصاً آخر وقال لدي ما يكفي من الشموع لأضيئها كل شمعة تضاء تبدد الظلمة بطريقة ما، لقد سمعت أحدهم يقول حتى الظلام الأكثر حلكة يختفي مع أضعف ضوء في العالم، هذه لم تكن قصة عناء بل قصة تخبرنا أن الأضواء لطالما وجدت في آخر النفق،و أرى ما يكفي من الظلام السائد، الشموع لطالما كانت وسيلة من وسائل صنع السلام. يمكننا بها أن نضيء المجموعات الظلامية و نكافح التطرف العنيف بإنارة عقله من خلالها. _ استطعت أن أجيد الفن لفترات طويلة، ما هو الفن يا تُرى؟ يقولون أن المرء يجب أن ينظر إلى الفن والحرب من بعيد. لقد مررت بمدينة لديها الكثير من آثار الرصاص، الثقوب تملئ المكان، العديد من القذائف، امتلكت رسومات عديدة على جدرانها، بينما يهددنا الرصاص نحمي أنفسنا من خلال الفن، أنا فقط أعرف أن إرثي الحقيقي هو نقل الفن الخاص بي حتى النهاية، أياً كان ما نسعى إليه ليحقق كل منا طريقته. لو تمكنا من إتاحة المشاركة للشباب للتعبير عن الفن الخاص بهم على هذا الجدار.. لاستطاعوا التعبير عن أنفسهم. _ إن تمكنت من صنع أجنحة في السماء سيكون أمرٍ جيد، أن تضع جناح على كل شخص بمثابة منحه الحرية، بإمكانك التحليق الآن إلى أحلامك إلى سلامك الداخلي، أريد أن أمثل كل نساء المدن المكلومة، وأن أمنحهن جناح، شعرت أنني اكتشفت للتو قطعة أحجية للغز عظيم و لدي الرغبة بمطاردتها، أستطيع أن أرى أن السلام أمرٍ معدِ، إن استطاعت إمرأة ما أن تحققه كأنما تحقق لدى مجموعة من النساء، هذا ما نحنُ هنا لأجله. _ يقف الشباب في الخطوط الأمامية للنضال من أجل بناء مستقبل، أفضل، ما الذي يمكننا فعله حقاً؟ هل يتوجب علينا البحث أكثر؟ أم هل توجد طريقة تمكننا من أن نفعّل دورنا ك شباب؟ هل استطعنا حقاً أن نشارك في صناعة قرار ما! _ نرى اليوم كيف يعاني الشباب من تداعيات غياب الأمن والسلام في العديد من البلدان، ونرى قدرة الجماعات الإرهابية والمتطرفة على استغلال ضعف بعض الفئات الشبابية، خاصة في مناطق النزاعات وتوظيفهم عبر تجنيدهم أو جرهم للانضمام إلى جماعات إرهابية هو اعتراف بقدرات الشباب بوصفهم شريكاً حقيقياً وفاعلاً في عمليات بناء السلام. . في التاسع من كانون الأول عام 2015 قرر مجلس الأمن الدولي اعتماد قرار 2250 الذي يهدف إلى تعزيز مشاركة الشباب في مجالي السلم والأمن، ويحث الدول الأعضاء على النظر في السبل الكفيلة بزيادة التمثيل الشامل للشباب في عمليات صنع القرارات على جميع المستويات لمنع نشوب النزاعات وحلها. تم تنظيم مجموعة أدوات وسائل التواصل الاجتماعي في أقسام، والتي تعكس محتوى المنشور الشخصي، وتسلط الضوء على الركائز الخمس للشباب والسلام والأمن: مشاركة الحماية الوقاية الشراكة - بين الأجيال أو المنظمات الدولية غير الحكومية. الحكومة فك الارتباط وإعادة الاندماج _ هذا القرار يمثل إنجازاً كبيراً لشباب العالم أجمع وخاصة لما يقرب من ستمائة مليون شاب وشابة يعيشون في مناطق النزاعات أو مناطق أوضاعها الأمنية هشة. منذ مدة طويلة، نادت الكثير من المنظمات الشبابية والعديد من العاملين في الحقل الشبابي بضرورة أن يتبنى مجلس الأمن قراراً يؤسس أجندة جديدة تعنى بقضايا الشباب والأمن والسلام. هناك حاجة ماسة إلى اعتماد مقاربة جديدة تشرك الشباب بوصفهم شريكاً استراتيجياً في عملية النضال من أجل السلام. أيضاً ينظر القرار في جوانب تتعلق بتغيير الطريقة التي ننصت بها إلى الشباب وتحويلهم من قضية تعد مشكلة لمجتمعاتهم إلى الاعتراف بدورهم الإيجابي في بناء السلام. ويؤكد القرار على قضية المشاركة ويدعو الدول الأعضاء إلى إدماج الشباب، وأيضا يركز على قضايا الحماية وأن في ظروف النزاعات يجب حماية الشباب. كما يدعو القرار إلى زيادة الدعم السياسي والفني والتمويل للمنظمات الشبابية، وهو أيضا يؤكد على أهمية الشراكة مع الشباب والمنظمات في مكافحة التطرف العنيف. و هذه أول مرة في تاريخ مجلس الأمن يتبنى فيها مقاربة تضع الشباب بوصفهم شريكاً رئيساً في قضايا الأمن والسلام، وهو اعتراف حقيقي بأنه لا يمكن تحقيق الأمن والسلام دون تنمية، ولا يمكن تحقيق التنمية دون الأمن والسلام، ولا يمكن تحقيق الأمن والتنمية أو قضايا السلام بمجملها، دون الاستثمار الحقيقي بالشباب. القرار هو رسالة أمل حقيقية للشباب العربي مفادها أن علينا العمل مع الشباب اليوم لتحقيق الأمن والسلام. لا يجوز تحميل الشباب مسؤولية أو وزر صراعات هم في مقدمة ضحاياها لا مسبباتها. أعتقد أن قرار اليوم يعيد الاعتبار للشباب العربي، وأن مطالبه ورغباته يجب صيانتها وحمايتها، كما يجب حماية الشباب العربي من تداعيات تلك النزاعات التي تجعله يدفع ثمنا باهظا للأمن والسلام. _ وأنت هل بدأت رحلتك في البحث عن السلام؟ وما فعلت لأجل تحقيقه؟

التعليقات

لا يوجد تعليقات، كن أول من يعلق

اقرأ أيضًا

© 2024 - جميع الحقوق محفوظة لصالح منصة ساي