مقالة بعنوان " استوصوا بالنساء خيراً "

بناء السلام
article-image
"استوصوا بالنساء خيرًا"
المرأة عماد الحياة والنصف الثاني لاستمرارها، فهي الأم والأخت والصديقة والزوجة والابنة، كرّمها الله ونبيه وكتابه، وواجبنا أن نكرّمها نحن أيضاً طاعة لوجه ربنا واقتداءً بسنّة نبينا
فهي التي أوصانا بها رسول الله محمد، فماذا فعلنا بوصيته، أكنا حقاً على قدرٍ هذه المسوؤلية؟
لكل فرد في هذا المجتمع تأثيره الخاص الذي لا يمكن الاستغناء عنه وبصمته الفريدة التي تكمل اللوحة الربانية لهذا الكون، وفي حال تقصير أي عنصر عن القيام بدوره يحدث الخلل والتشوه في كمال وجمال اللوحة.
إن نظام اللوحة الربانية مرسوم على حوامل الحقوق والواجبات، وتلك الواجبات الواقعة على عاتق المرأة تنعكس بالكمِّ الذي يقدم لها من حقوق،
ومفهوم تلك الحقوق ليس مبنياً على قولِ هذا لكِ وهذا لا، وإنما يجب ان تُقدّم التسهيلات ذاتها التي تتوفر للرجل من حريةٍ الرأي والتعبير إلى الحماية والمساندة
وتوفّر هذه العناصر حقيقة هو سبيلٌ فعلي لتسهيل جميع الحقوق التي تحتاجها المرأة ليظهر جوهر تفكيرها ويتألق في نسج مجتمع كامل
لقد عدل الإسلام بين المرأة والرجل ولم يفرق بينهما، سواء أكان من حيث العلم والعمل والتكليف، سواء الأجر والثواب، التملّك والإرث، الحقٌ في اختيار الزوج، الحق في الحياة الكريمة، الحق في المشاركة السياسية.
ولنا في رسول الله أسوة حسنة حينما استشار زوجته أم سلمة وعمل برأيها الذي أشارت به في صلح الحديبية، عمل برأي زوجته في أهم حدث سياسي وعسكري تمر به الجماعة المسلمة وقتها.
وكما ميز الله عز وجل الرجل ببعض الصفات الفيزلوجية من قوة البدن وفطنة العقل ميز المرأة بصفات فيزلوجية ونفسية يضيع العالم ويغرق بالجفاف بدونها، إن عاطفة المرأة الجيّاشة وذهنها المتوقد لأدق التفاصيل وصبرها على الآلام والمشقات يعطيها مميزات يمكنها استخدامها وتطويرها لتكمل مهمة الإنسان على هذه الأرض في البناء والعمران، فلا تكمل الحياة بدون روحها الشفافة ووجدانها الزاخر.
وكما لابد أن يكون المجتمع سنداً وعوناً أمام المرأة لتحقيق مهمتها في البناء والتقدم، فيجب على المرأة أيضاً أن تعي أهمية دورها وقدراتها الكامنة وحقوقها التي تساعدها في القيام بواجباتها.
وكما على المجتمع أن يعترف بأحقية المرأة بوصفها نصف المجتمع الذي به تكمل الحياة وتزدهر بدون صراع أو إقصاء أو شيطنة فعلى المرأة أيضاً أن تعي أن الله خلق آدم وحواء يكملان بعضهما لا ندان متصارعان على أحدهما أن يهزم الأخر ليثبت وجوده ويحقق أهدافه.
 

التعليقات

لا يوجد تعليقات، كن أول من يعلق

اقرأ أيضًا

© 2024 - جميع الحقوق محفوظة لصالح منصة ساي