تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الوعي السياسي لدى الشباب السوري

المشاركة الشبابية
article-image

ملخّص البحث

 

شهد عام ٢٠١٠ حركات احتجاجيّة لم تكن مسبوقة في دول الشّرق الأوسط ضد الأنظمة السيّاسيّة القائمة، وكانت أولى الحِراكات التي كان لوسائل التواصل الاجتماعي الدّور الأكبر في خلق وعي مشترك تجاه السلطة، ومخاطبة جمهور واسع متجاوزاً الجغرافيا ومخاطباً جميع الفئات، فضلاً عن دورها في التّواصل والتّنسيق ونقل الحدث بساعة السّاعة.

ويوماً بعد يوم، وبفعل الدّور الذي لعبته وسائل التواصل، أصبحت واحدة من أهم الوسائل اليوميّة التي يستخدمها السوريون عموماً في حياتهم اليومية خاصّة بعد تشتّت ملايين السوريّين بين مناطق النّزوح واللّجوء، أو بغرض التّفاعل والتّعبير عن الرّأي السّياسيّ والدّينيّ. ولعل الشباب هم من أكثر الفئات استخداماً وانخراطاً بوسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها هي أدوات العصر في التعبير والتواصل.

وفي هذا السياق ولأهمية معرفة المساحة التي تشغلها وسائل التواصل الاجتماعي لدى الشباب، وكيف يتفاعلون معها، وكيف تؤثر في وعيهم، كان هذا البحث الذي حاول فهم هذه العلاقة، ومعرفة مستوى التفاعل، وتأثيرها على وعيهم السياسي.

ولأجل ذلك أجريت اثنتي وثلاثين مقابلة مع شباب وشابات، من الفئة العمرية الشابة بين عمري (١٩-٢٦) عاماً، في مدينة غازي عنتاب التركية خلال الفترة الممتدة من ٢ وحتى ٨ كانون الأول ٢٠٢٠. 

وكانت أهم النتائج التي توصل إليها البحث:

تشغل وسائل التواصل الاجتماعي حيّزاً هاماً في وقت عينة البحث، تصل إلى ثلث وقتهم تقريباً في اليوم، ويعد الواتساب والفيسبوك أكثر وسيلتين استخداماً لدى العينة، وتعد هذه الوسائل مصدر هام ورئيسي للأخبار لدى معظم الشباب عينة البحث، الذين يشيرون إلى حجم الأخبار المزيّفة على منصات التواصل الاجتماعي، والتي تمنع البعض من أخذ معلومات من منصات التواصل، بينما تدفع بالبعض الأخر إلى اعتماد طرق لزيادة الموثوقية في المعلومات التي يتلقاها.

كما يجد أغلبية عينة البحث أن وسائل التواصل مساحة مفتوحة للتعبير عن الذات بدون قيود، أو رقابة، بينما يشير البعض إلى أن تسلل وسائل الضبط الاجتماعي، والتنمر الالكتروني دفعهم إلى الاحجام عن التفاعل والمشاركة على المساحات الافتراضية.

تسهم المعلومات الكثيرة المتدفقة عن الأحداث عن كل الاحداث في بلورة موقف لحوالي نصف العينة تجاه الحدث القضية، بينما تنخفض نسبة تغيير المواقف المتبلورة مسبقا بفعل هذا السيل من المعلومات. 

حوالي نصف العينة على الأقل لديها متابعة واطلاع على الاحداث السياسية والمحلية الخاصة ببلدهم، والأمر ينطبق على الشخصيات السياسية السورية العامة، إذ لحظ البحث أن حجم معرفة عينة البحث بالقضايا والشخصيات التي لها صلة بالنظام السوري تكون معرفتها ومتابعة الافراد عينة البحث لها أكثر من تلك الصادرة عن المعارضة أو جهات أخرى. 

التعليقات

لا يوجد تعليقات، كن أول من يعلق

اقرأ أيضًا

© 2024 - جميع الحقوق محفوظة لصالح منصة ساي