الشراكات مع الفرق التطوعية في شمال غرب سوريا

المشاركة الشبابية
دورauthor-image Say Platform منذ عام
article-image

الملخص التّنفيذيّ:

يناقش البحث مفهوم الشّراكات مع وبين الفرق التّطوعيّة والمنظمات في الدّاخل السّوريّ، ويركّز بشكل أساسيّ على دوافع الدّخول في شراكة ويفرق بين الدّوافع الدّاخلية والدّوافع الخارجية، كما يتوسع في فوائد وتحدّيات الشّراكات في مراحلها المختلفة، يتطرق البحث إلى إجراءات تأسيس الشّراكات وحلها، ويتطرق البحث أيضًا للشّرّاكات العابرة لخطوط النّزاع بوصفها نموذج جديد له ردات فعل متباينة في السّياق السّوري، نال أيضًا موضوع دور الشّراكات في توطين العمل الإنسانيّ في السّياق المحلّي حيّزا كبيرا في البحث، وفي الخاتمة جمعنا مجموعة توصيات من الفرق التّطوعيّة والمنظمات المهتمة والرّاعية للشّراكات فيما يتعلق بتحسين سويّة العمل والوصول لشراكات مستدامة وفعّالة تساهم في زيادة التّوطين.
ويشكل البحث واحدا من سلسلة من الابحاث التي تعمل عليها منظمة دور لتعزيز المشاركة الفعالة للشباب وتطبيق اجندة امن وسلام الشباب 2250. 

هدف البحث:

يهدف البحث بشكل أساسيّ لاستكشاف مفهوم ودوافع الشّراكة لدى الفرق التّطوعيّة والمنظمات الرّاعية، كما يبحث في أهم تحدّيات الشّراكة وطرق التّوطين من خلال الشّراكة في الدّاخل السّوريّ بين الفرق التّطوعيّة والبنى المجتمعيّة، وختامًا يقدّم البحث مجموعة من التّوصيات للفرق التّطوعيّة والمنظمات لتطوير الشّراكة وتحقيق استدامتها وطرق تعزيز التّوطين من خلالها.

منهجية البحث:

 اعتمد البحث على المراجعة الأدبية لعدد من الكتيبات الصّادرة عن جهات دوليّة ومقالات أكاديمية تناقش التّشبيك والشّراكة بشكل عام، ومن ثمّ تمّ جمع بيانات بشكل نوعي من خلال إجراء مقابلات شبه منظمة مع 27 فريق تطوعيّ داخل و/أو غير داخل في شراكات وأيضًا تمت مقابلة 4 ممثلين عن منظمات راعية للشّراكات وذلك بهدف استكشاف التّحدّيات، كما تمّ مناقشة مفهوم توطين العمل الإنسانيّ من خلال الشّراكات في سياق الدّاخل السّوريّ المتغير من جهات مختلفة، وتمّ أيضًا إجراء 3 جلسات نقاش مركّز ة مع قادة فرق في الشّمال السّوريّ للتّوسع في مناقشة بعض المفاهيم السّابقة.

أهم النّتائج:

وجد البحث أن معظم الفرق مدركة لما تعنيه الشّراكة بالعموم وكان ذلك واضحًا عند تقديمهم لعدّة مفاهيم مرتبطة بالشّراكة كالتّعاون والتّنسيق ومشاركة قدرات كافة الأطراف وتوفير الجهد سعياً للوصول إلى هدف معين، وعدّد المشاركون من الفرق العديد من أنواع الشّراكات المختلفة كالشّبكة والتّحالف والمنتدى والتّجمع وغيرها، إلا أنّه لم يتم إيجاد تعريف واضح ومحدّد لكل من هذه المسميات وذلك لاختلاف استخدام هذه المصطلحات وفقًا للسّياق وخاصة أن مفهوم الشّراكات مفهوم حديث في السّياق السّوريّ.

أمّا دوافع الشّراكة وخاصة لدى الفرق الناشئة كانت تشمل سهولة الوصول والتّوسع الجغرافيّ، وتبادل الخبرات وتجنّب التّكرار في العمل وزيادة الموارد، وجاء العامل الماليّ كدافع أساسيّ في الشّراكة لدى الفرق التّطوعيّة، وقدّم البحث دراسة تحليلية للموضوع عن طريق مقارنة أهميّة العامل الماديّ من عدّة جهات، حيث تبين أنه على الرّغم من أهميّته كدافع ومحرك للدّخول في شراكات، إلا أنّ هناك أمثلة عديدة ناجحة لشراكات خارج إطار التّمويل وخاصة في القضايا التي تتطلب حيزًا كبيرًا من المناصرة في مناطق جغرافيّة واسعة، وما توفره الشّراكات من غطاء حماية للدّفاع عن هذه القضايا، أمّا دوافع المنظمات من الدّخول في شراكات مع الفرق التّطوعيّة كانت لخدمة أهداف استراتيجية مرتبطة بتقوية وتمكين المجتمع المدنيّ، وتحقيق تطوير على المدى البعيد بالإضافة إلى كونها جزءًا من الاستجابة لطلبات المانحين.

التّحدّيات المرتبطة بالشّراكات عديدة وتختلف باختلاف المرحلة، فهناك تحدّيات في إيجاد أطراف شراكة مناسبة للمرحلة، وتتقاطع في الرّؤية والهدف، بالإضافة إلى تحدّيات تأسيسية تتعلق باستخراج التّراخيص والأوراق الرّسميّة المرتبطة بإنشاء جسم تشاركي، خاصة عندما تكون الشّراكة رسميّة وفي مناطق جغرافيّة متعددة، أمّا في مرحلة التّنفيذ فإنّ الاتفاق على رؤية وأهداف محدّدة مع تواصل فعّال وبشفافية عاليّة كان مشكلة كبيرة بشكل يضمن حريّة الأطراف واستقلاليتها دون أن تطغى جهة معينة وتسيطر على باقي الأطراف، وذكرت الفرق أن كتابة مذكّرة تفاهم توضح وترسم أطر العلاقة ودور ومسؤوليات كل طرف من أهم العوامل التي تساهم في استمرارية الشّراكة ونجاحها.

كما سلّط البحث الضّوء على التّجربة الجديدة في الشّراكات العابرة لخطوط النّزاع في سوريّا، ووجد أن للمجتمع المدنيّ السّوريّ آراء متباينة بين مرحب بالفكرة ورافض لها، ووجدت المقابلات أنّ هدف المنظمات الرّاعية لهذا النّوع من الشّراكات هو تقريب وجهات النّظر والعمل على إيجاد حلول أكثر شمولية مع التّركيز على أنّ آراء وتوجّهات أطراف الشّراكة منفصلة تمامّا عن القوّة المسيّطرة في المنطقة الواقعة فيها. وكان سبب رفض بعض الفرق التطوعية للعمل عبر خطوط النزاع هو غياب المساحة المدنية والقدرة على العمل بحيادية واستقلالية في مناطق النزاع الأخرى.

احتل موضوع توطين العمل الإنسانيّ من خلال تفعيل الشّراكات جزءًا جيداً في البحث، لأنّ هذا المفهوم الجديد والذي بدء العمل به بعد القمة العالميّة للعمل الإنسانيّ في 2016 غير معروف لمعظم الفاعلين وخاصة لدى الفرق التّطوعيّة في سوريّا، بينما قدّمت المنظمات رؤية استراتيجية لآليات زيادة التّوطين، ناقش البحث سبل تعزيز التّوطين وتوسع في آراء الفرق بهذا الخصوص، حيث جاءت الآراء متباينة، فعلى الرّغم من أهميّة هذا المفهوم فإنّ تطبيقه لا زال مرتبطًا بالعديد من التّحدّيات والمشاكل التي تحد من فاعليته على أرض الواقع، جمع البحث توصيات خاصة لزيادة التّوطين من خلال الشّراكات مثل إشراك الفرق في كافة مراحل المشروع وتقديم تدريبات نوعيّة وخاصة باحتياجات كل فريق وتسهيل وصول الفرق للمانح بشكل مباشر وغيرها.

أبرز التّوصيات:

الفرق التّطوعيّة:

  • دراسة الواقع بشكل جيد للتّعرف على الشّركاء المحتملين واختيار الشّريك المناسب للمرحلة المناسبة.
  • تحديد أهداف ودوافع الشّراكة الدّاخلية والخارجية ومشاركتها مع الأطراف للاتفاق.
  • تجنّب المشاركة في المشاريع الجاهزة التي لا تعكس احتياجًا حقيقيّا في المجتمع.
  • التّشديد على أهميّة كتابة مذكّرة تفاهم توضح آليات اتخاذ القرار وطرق حلّ النّزاع ومسؤولية ودور كل طرف في الشّراكة.
  • تسهيل إجراءات الحصول على الدّعم للفرق التّطوعيّة للحفاظ على طبيعة الفرق التّطوعيّة كبنى مجتمعيّة مختلفة عن المنظمات والمؤسسات الأخرى.

المنظمات:

  • تقديم تسهيلات إضافية للفرق النّاشئة الشبابيّة والنّسائية بسبب صعوبة ظروف العمل في بعض المناطق.
  • منح حريّة ومساحة آمنة للفرق التّطوعيّة وتجنّب فرض الرّأي والسّيطرة.
  • الاهتمام بتقييم الاجتياحات عند بناء شراكات واختيار معايير وآليات قياس دقيقة تعكس حاجة الفريق والمجتمع.
  • إعطاء وقت كاف لتأسيس الشّراكات وتطويرها بشكل تشاركي قائم على إدراك عميق لهدف الشّراكة، وملكية حقيقيّة من كافة أطراف الشّراكة، والابتعاد عن الاستعجال في فرضها من خلال دفع الأطراف للعمل معا من خلال طرح فرص التّمويل.

استطلاع رأي

إن الدخول في شراكات بين الفرق التطوعية يضمن وصول جغرافي أكبر و يوفر الوقت والجهد كما يساهم في تبادل الموارد واثراء الخبرات. إلا أن الشراكات لها تحديات عديدة من ضمنها صعوبة الحفاظ على تواصل فعال والخوف من فرض الرأي والسيطرة على عملية اتخاذ القرار. (إقرأ المزيد في الرابط) نظرا لما لها من فوائد وتحديات، هل ترى أن الشراكات بين الفرق التطوعية مجدية؟

نعم

94.44%

لا أعلم

5.56%

لا

0%

عدد الأصوات 18

التعليقات

اقرأ أيضًا

© 2024 - جميع الحقوق محفوظة لصالح منصة ساي