تأثير عدم وضوح معايير القبول في الجامعات الحكومية على الطلاب السوريين

Youth ِAccess to Education
article-image

المقدمة:

إن حالة الاستقرار التي يعيشها السوريون في تركيا قياسا لغيرها من بلدان اللجوء ساهمت في رفع نسبية اهتمامهم بالعملية التعليمية وهيأت لجلوس أعداد كبيرة منهم على مقاعد الدراسة وخصوصا ممن دخلوا تركيا وأعمارهم صغيرة وقد نتج عن ذلك زيادة الطلاب الذي أنهوا دراستهم الثانوية ووصلوا لأبواب المرحلة الجامعية ومن الملحوظ أن أعدادهم في ازدياد عاما بعد عام.

وعلى الرغم من أن الكثير من الجامعات التركية قد منحت الطلبة السوريين مقاعد أكثر من غيرهم من الجنسيات بما يتناسب مع أعدادهم الكبيرة المتقدمة إلا أن مشكلة تحصيل القبول الجامعي لا تزال موجودة وتتفاقم مع الوقت ويعاني منها معظم الطلبة وإننا إذ نتحدث عن صعوبة تحصيل القبول الجامعي فإننا لا نقصد بالضرورة قلة أعداد المقاعد المتاحة لهم فقط بل يتوسع الأمر لأكثر من ذلك. حيث إن مشكلة تحصيل القبول الجامعي هي مشكلة متراكبة ومرتبطة بعدة أسباب. 

عملنا من خلال هذه الورقة البحثية على الوقوف على أحد أهم أسباب تلك المشكلة وهي دراسة "آثار عدم وضوح معايير القبول في الجامعات التركية على الطلبة السوريين”

ونقصدُ بوضوح المعايير وضوح آليات التّفاضل والتّفضيل التي تستخدمها الجامعات في تقييم طلبات الطّلاب المتقدمين المحققين للشّروط التي قامت الجامعة بإعلانها والتّفضيل بينهم، والذّي سيعتمد بشكل مؤكد على ما يملكه الطّلاب من مؤهلات أكاديمية أو ميزات أخرى شخصية كالنّقاط التّالية مثلًا العمر، الجنسية، التّفوق الأكاديمي، نوع الشّهادة، التّفضيل بين علامات امتحانات القبول الجامعية، أو معايير أخرى.

فالتّفضيل بين الطّلاب وقبولهم سيعتمد حتمًا على نقاط أساسية من التّي ذكرناها أو نقاط أخرى تعتمدها الجامعات؛ وجهل هذه النّقاط من قبل الطّلاب وعدم قيام الجامعات بذكرها أو توضيحها ضمن معلومات وتفاصيل المفاضلات التي تنشرها قد يخلق لدى الطّلاب صعوبات وعوائق عديدة، قام الاستبيان ومخرجاته على ذكرها وتحديدها.

وتأتي أهمية الدراسة في كونها تسلط الضوء على هذه المشكلة والتي عانى من تبعاتها جزء كبير من الطلبة السوريين وانعكست بشكل مباشر على حياتهم وتطلعاتهم المستقبلية ودفعت بعضهم لاتخاذ قرارات مخالفة لرغباتهم وذلك من خلال إجراء استبيان مع عينة من الطلبة ممن تقدموا للمفاضلات في عامي 2019و 2020 وتحليل آرائهم والوقوف على النتائج. 

تهدف هذه الدراسة إلى التعريف بالمشكلة وتوضيح الآثار المترتبة عليها في محاولة لإيجاد الحلول المناسبة لها عبر مخاطبة الجهات المعنية والمهتمة بدراسة واقع السوريين وأحوالهم في بلدان اللجوء.

الملخص التنفيذي:

 يتمثل الهدف الأساسي للورقة البحثية في الوقوف على الآثار المترتبة على عدم وضوح معايير القبول في الجامعات التركية وانعكاس هذه الآثار على الطلبة السوريين و على الجامعات على حد سواء.

لإنهاء الورقة البحثية عمل فريق المشروع على مدار شهرين على عقد ما  يزيد عن 15جلسة مركزة تنوعت بين جلسات عصف ذهني داخلية وأخرى استشارية مع مطلعين على الواقع التعليمي وآلية القبول في الجامعات  بالإضافة لتدريبات أخرى متعلقة بجمع و تحليل البيانات وذلك بهدف وضع خطة الورقة البحثية وما ستتضمنه من محاور وبالإضافة  للآلية التي سيتم من خلالها التنفيذ.

ومن أجل إجراء الاستبيان المتعلق بالدراسة تم الاعتماد على عينة ملائمة (مكونة من 400 طالب وطالبة ) متناسبة مع مجتمع الدراسة المتمثل بالطلبة الذين تقدموا للمفاضلة على الجامعات في عامي 2019-2020 في مختلف الولايات التركية.

عمل  فريق المشروع على تحليل البيانات المجموعة من خلال الاستبيان ومن ثم قام بتحديد النسب لعناوين الدراسة التي سبق  للفريق أن حددها

توصل فريق المشروع من خلال تحليل البيانات التي قام بجمعها إلى مجموعة من النتائج و التي بدورها عكست رأي العينة في موضوع البحث .

بناءاً على النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة قام فريق العمل بتحديد توصيات من شأنها أن تخفف من المشكلة وتساهم بمعالجتها .

الدراسات السابقة:

حظي ملف التعليم للطلبة السوريين في تركيا على اهتمام العديد من المنظمات والمؤسسات الدولية المتخصصة في شأن اللاجئين وصدر حول ذلك عدد كبير من التقارير المكتوبة والمقروءة والمسموعة وقد كان لها أثر إيجابي على أرض الواقع في تحسين العملية التعليمية للطلبة السوريين والحد من الصعوبات التي تعترض طريقهم وتأتي هذه الدراسة كخطوة داعمة لهذا المسار متميزة بشيء من التعمق في الطرح والتحليل.

أولاً: منهجية البحث:

1. مجتمع الدراسة:

يشمل مجتمع الدراسة الطلاب السوريين الجامعيين الذين قاموا بالمفاضلة في إحدى عامي 2019 و2020 أو كلاهما معًا 

وواجهوا مشاكل وصعوبات في الدخول للجامعة، وقد استطاع الكثير من الطلاب السوريين أن يقدّموا نموذجًا صالحًا في بلد الغربة، على مختلف مستويات التعليم ابتداء من المرحلة الابتدائية وصولًا للجامعة والدراسات العليا.

كما كشف تقرير صادر عن وكالة "بي أر نت" للأرشفة والمتابعة الإعلامية، عن إجمالي أعداد الطلاب السوريين الذين يرتادون الجامعات التركية.

وذكرت الوكالة بالاستناد إلى معلومات أوردها مجلس التعليم العالي، وأرقام وردت على وسائل إعلام تركية مختلفة، بأنّ أعداد الطلاب السوريين الذين يرتادون الجامعات التركية، في أكثر من ولاية مختلفة. في حلول عام 2019 بلغت 20 ألفا و701.

ولفت التقرير إلى أنّ 7 آلاف و721 من الجامعيين هم إناث، فيما بلغ عدد الجامعيين الذكور 12 ألفا و980 طالبا.

2. العينة:

تم اختيار عينة ملائمة بلغ عددها (400) طالب وطالبة من الطلاب الذين قاموا بالتقديم على الجامعات التركية في عامي 2019 و2020 أو كلاهما معًا (ووزعت هذه العينة على ثلاث مجموعات شملت المجموعة الأولى الطلاب الذين قاموا بالمفاضلة عام 2019 والمجموعة الثانية شملت الطلاب الذين قاموا بالمفاضلة عام 2020 أما المجموعة الثالثة فقد شملت الطلاب الذين قاموا بالمفاضلة في كلا العامين) وتم سؤال العينة عن الصعوبات التي واجهوها أثناء تسجيلهم على الجامعات التركية وخاصة فيما يتعلق بموضوع المعايير.

3. أداة البحث المستخدمة:

استندت الدّراسة على أداة بحث واحدة وهي الاستبيان.

حيثُ تم تنفيذ استبيان مع أفراد العينة بالاعتماد على استبيان بحثيّ يتكون من سؤال معلومات عامة عن العينة بشقين أولهما للعمر والآخر لنوع الشّهادة وذلك لتحديد حالة العينة، و6 أسئلة شرطية ينبثق عنها عدد من الأسئلة المغلقة بأجوبة اختيارية لتحديد بعض الثّوابت المتكررة والمحددة، أو أسئلة مفتوحة يتثنى من خلالها للمُستَجوبين إمكانية التّعبير عن رأيهم في الأسئلة المطروحة، وليتم من خلال ذلك كلّه تغطية كلّ الجّوانب المتعلقة بالهدف الأساسي "تأثير عدم وضوح معايير القبول على الطّلاب وانعكاساته".

وقد تمّ توزيع الاستبيان الذي تم إنشاؤه بواسطة موقع (KoBo Toolbox)، على صفحاتٍ ومجموعات مهتمة بالتّعليم في تركيا على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تتواجد بها العينة المستهدفة؛ وتمّ توضيح هدف الاستبيان وماهيّته وتسمية العينة المستهدفة به ووضع كافة الإرشادات التّقنية للمستخدمين.

واعتمدت الدراسة على مصدرين أساسين للبيانات الأولية التّي حُددت من خلالها الأسئلة التّي طرحت على العينة وهي:

  1. ملفات معلومات التّسجيل والمفاضلة للطّلاب الأجانب التي نشرتها الجامعات في عاميّ 2019 و2020، وذلك للتأكد من عدم وجود معايير واضحة وحرفية تنص على آلية التّفاضل والتّفضيل للطّلاب.
  2. تجارب العاملين في المجال الطّلابي من متطوعين في المؤسسات والمنظمات الإنسانية المهتمة بالتّعليم في تركيا، وعاملين في شركات الخدمات التّعليمية والجامعية في تركيا.

ثانياً: تحليل البيانات:

            خصائص العينة:

1.3. الجنس

 أنثى

56.51

ذكر

43.49

بلغت نسبة الذكور 43.49% فيما بلغت نسبة الإناث 56.51% ولا يوجد سبب مباشر لارتفاع نسبة الإناث على الذكور حيث تم نشر الاستبيان بطريقة تضمن تكافؤ فرص الوصول إليه من الجنسين عند نشره عبر منصات التواصل الاجتماعي وإجراء المقابلات الهاتفية مع الطلبة.

 

 

 

2.3. العمر

تتركز الفئة العمرية لعينة الدراسة ما بين 18 و20 عاما حيث بلغت نسبتهم43,7% فيما بلغت نسبة الفئة العمرية للعينة بين عامي 20 و22 نسبة 27% وبلغت نسبة الفئة العمرية بين عامي 23 و25 نسبة 15,4%فيما كانت النسبة لمن تجاوز 25 سنة 9,6% وتعكس الفئة العمرية تنوعا في أعمارهم وتوازنا منطقيا من جهة النسب المئوية وتمثيل الواقع.

 

3.3. السنوات التي تمت المفاضلة عليها

بلغت نسبة مفاضلة العينة على العام الدراسي 2019 وحده نسبة 30 % وبلغت نسبة مفاضلة العينة على العام الدراسي   2020 وحده نسبة 45% فيما بلغت نسبة مفاضلة العينة على العامين معاُ نسبة 25% وهذا يعطي تصور واضح أن العينة متناسقة وممثلة لمجتمع الدراسة من حيث التنوع والشمولية.

4.3. نوع الشهادة الثانوية

بلغت نسبة الذين يحملون شهادة التعليم المفتوح 56.00%من إجمالي العينة وبلغت نسبة الذين يحملون الشهادة الثانوية التابعة للحكومة التركية 20.7%وبلغت نسبة الذين يحملون الشهادة الثانوية التابعة للنظام 11.4%

فيما بلغت نسبة الطلاب الذين يحملون الشهادة الثانوية الصادرة من الحكومة المؤقتة 6.00% وأما النسبة المتبقية 6.00% فهي تشمل الشهادة الليبية والسودانية وغيرها ونلاحظ من كون الشهادة الثانوية للنسبة الأكبر من العينة صادرة عن الحكومة المؤقتة والحكومة التركية ونستطيع القول بالاعتماد على هذه النسبة أن معظم الطلبة قد أتموا بالفعل مرحلتهم الثانوية على الأراضي التركية وبالتالي ليسوا حديثي الإقامة فيها.

نوع الشهادة الثانوية

 

4. اطلاع الطلاب على المعايير

1.4. نسبة اطلاع الطلاب على المعايير 

تم سؤال العينة عن نسبة عدد الجامعات التي اطلعوا على معاييرها من بين كل الجامعات التي قاموا بالتسجيل عليها فكانت النسب كالآتي:

بلغت نسبة الطلاب الذين اطلعوا على معايير كل الجامعات التي قاموا بالتسجيل عليها (16.58%) وهي النسبة الأقل حيث يشير ذلك إلى أن أغلب الجامعات لم تنشر المعايير.  كما بلغت نسبة الطلاب الذين اطلعوا على معايير أكثر من نصف الجامعات التي تقدموا لها (15.26%) ونسبة الطلاب الذين اطلعوا على معايير القليل من الجامعات التي تقدموا لها (17.37%) وبلغت نسبة الطلاب الذين لم يطلعوا على معايير الجامعات التي تقدموا لها (26.84%) وكان سبب عدم اطلاعهم حسب قولهم بأن الجامعات التي تقدموا لها لم تقوم بنشر المعايير أما نسبة الطلاب الذين لم يعلموا هل كان هناك معايير منشورة من قبل الجامعة أم لم يكن فقد بلغت نسبتهم (23.95%) كما يوضح الشكل

وقد كان عدم علم الطلاب بوجود معايير منشورة أم لا يعود لأسباب عدة تتراوح نسبها بشكل مختلف، فقد كان السبب الأول “لم ابحث عن المعايير لاعتقادي بعدم التزام الجامعة بتطبيقها. تلاه لغتي الأجنبية لا تساعدني على البحث “وكان هناك بعض الأسباب الأخرى كبحثهم عن المعايير وعدم استطاعتهم من إيجادها وغيرها من الأسباب المختلفة.

2.4. نوعية المعايير التي اطلع عليها الطلاب:

للتعرف أكثر على درجة اطلاع وفهم الطلاب لمصطلح المعايير تم سؤال العينة عن نوع المعايير التي قاموا بالاطلاع عليها فتنوعت أجوبتهم على الشكل التالي: كان المعيار (تفضيل اختبارات اليوس الخاصة بالجامعات) بنسبة (26.3%) من الطلاب كان عندهم اطلاع عليه أما (معيار عدد المقاعد المخصصة للجنسية السورية) بنسبة (21.7%) اطُلِعَ عليه من قبل الطلاب ثم تلاهما (معيار نوع الشهادة الثانوية) بنسبة (19.37%) وكان هناك معايير أخرى بنسب مختلفة كما يبين الشكل البياني.

ونجد أن عدد كبير من الطلاب يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى جهات غير رسمية كمصدر أساسي للمعلومات وللمفاضلة لهم بدون الرجوع لموقع الجامعة الالكتروني مثل معرفة فيما إذا كان هناك معايير نشرتها الجامعة.

 

3.4. نسبة الطلاب المستفيدين من وضوح المعايير:


كان هناك اتفاق بين أغلب أفراد العينة على فائدة وضوح المعايير فقد بلغت نسبة الطلاب الذين اطلعوا على المعايير وقالوا إن اطلاعهم عليها كان مفيد بالنسبة لهم (75.6%) أما نسبة الطلاب الذين لم يروا أن لوضوح المعايير أي فائدة بالنسبة لهم بلغت (24.4%) كما هو موضح بالشكل

في السياق ذاته تعددت أشكال استفادة الطلاب من وضوح المعايير فقد ذكر معظم الطلاب بأن وضوح المعايير كان سبب في "تسهيل دخوله للجامعة" ثم تلاها الاستفادة من “اختصار الوقت" وذكر بعضهم بأنهم استفادوا من وضوح المعايير من ناحية " اختصار التكلفة" وكان هناك قليل آخر من الطلاب استفادوا من وضوحها بأشكال أخرى.

5. أثر وضوح المعايير:

عندما قمنا بدراسة حول عدم وضوح معايير القبول تم سؤال العينة عن مدى نسبة اطلاعهم على معايير القبول وكيفية مساهمة هذه المعايير في الحصول على قبول في الجامعات فكانت النسب مقارنة بالطلاب الذين لم يقوموا بالاطلاع على المعايير كالتالي:

وعند تحليلنا للمدة التي استغرقوها بعد تخرجهم من الثانوية إلى حبن حصولهم على القبول الجامعي فكانت النسبة كالتالي:

نسبة الطلاب الذين استغرقوا أكثر من سنة لدخول الجامعة بسبب عدم وضوح المعايير 50% اما الباقي لأسباب عدة منها بسبب عدم الاستقرار والظروف المادية وغيرها من الأسباب

 

 

العلاقة بين كثرة امتحانات اليوس ووضوح معايير القبول 

وعند تحليلنا لبيانات العينة حول موضوع امتحانات اليوس التي تقدموا لها والأسباب التي دفعتهم لذلك والآثار التي ترتبت عليها وجدنا أن نسبة الطلاب الذين تقدموا لأكثر من امتحان يوس بلغت 61.67%من إجمالي العينة في حين بلغت نسبة الطلاب الذين تقدموا لامتحان يوس واحد فقط 21.38% من إجمالي العينة وبلغت نسبة الذين لم يتقدموا لأي امتحان يوس 16.95% من إجمالي العينة.

 

وبالوقوف على الأسباب التي دفعتهم للإجراء أكثر من اختبار وجدنا أن   44.35% منهم يعتقدون أن السبب عدم وضوح معايير القبول. 40.65% منهم يعتقدون أن كل جامعة تفضل اختيار اليوس الخاص بها على باقي الاختبارات. في حين أن %15.00من العينة ذكرت أسباب أخرى متنوعة كزيادة التجربة ورفع العلامة وانتهاء صلاحية يوس كان دخلوا علية في سنوات سابقة

 

وأما عن الآثار المترتبة على دخولهم لأكثر من امتحان فقد كانت النسب موزعة على الشكل الآتي:


30.00% ذكروا أنهم تحملوا تكاليف مادية مضاعفة جراء خضوعهم لأكثر من امتحان شملت أجور الاختبارات وتكاليف السفر والإقامة.  وبلغت نسبة الذين قالوا إنهم تعرضوا لضغوطات مرتبطة بتقدمهم لأكثر من اختبار ب 24.4% وذكر 19.16%منهم أنهم أصيبوا بتعب وإرهاق جسدي.

وبالعودة للطلاب الذين تقدموا لاختبار يوس واحد فقد بلغت نسبة الطلاب الذين تقدموا لاختبار واحد فقط بسبب وضوح المعايير 21.5% وبلغت نسبة الطلاب الذين برروا الأمر بعدم قدرتهم على السفر والإقامة خارج مدينتهم ب 37.00%فينا بلغت نسبة الطلاب الذين تقدموا لإجراء الامتحان لسهولة الاختبار ب 17.8% وبلغت نسبة الطلاب الذين تقدموا للفحص بقصد التجربة ب 15.5% فيما ذكر 8.00% أسباب أخرى.

 

وعند تحليلنا للمدة التي استغرقوها بعد تخرجهم من الثانوية إلى حين حصولهم على القبول الجامعي فكانت النسبة كالتالي:

نسبة الطلاب الذين استغرقوا أكثر من سنة لدخول الجامعة بسبب عدم وضوح المعايير 50% اما الباقي لأسباب عدة منها بسبب عدم الاستقرار والظروف المادية وغيرها من الأسباب.

6. مدى مساهمة المعايير في تحصيل القبول الجامعي

في إطار دراستنا المترتبة على عدم وضوح المعايير نجد أن تحليل رأي العينة في مدى مساهمة وضوح المعايير في تسهيل و تنظيم دخول الطلبة السوريين إلى الجامعات يعد من الأهمية بمكان كونه يعكس آراء الطلاب وقناعاتهم هذه النقطة بناء على تجاربهم الخاصة و تجارب محيطهم الطلابي ويساهم في تقديم وجهة نظرهم حول الحلول المناسبة لهذه المشكلة .حيث ترى نسبة 73.89% من العينة أن إعلان الجامعات لمعايير القبول لديها بشكل واضح و بطريقة يسهل الوصول إليها قبل بدء فترة المفاضلات بوقت مبكر سيكون له دور كبير في مساعدة الطلاب في تحصبل قبول جامعي.

 

 

 ونستنتج مما سبق أن هذه النسبة تفوق نسبة العينة التي ذكرت أن الجامعات التي سجلت عليها كانت تنشر المعايير بشكل كلي أو جزئي وهذا يؤكد أن جزء من العينة التي ذكرت أن الجامعات التي سجلت عليها لم تنشر المعايير تعتقد أهمية توضيح المعايير في تحصيل القبول الجامعي للطلبة.

 

 

وقد كانت آراء العينة مركزة بشكل أساسي على:

  • إن معرفة الطالب بالمعايير والشروط للجامعات التركية سوف يساعده على التركيز على جامعات محددة واختصاصات معينة وسوف يدفعه ذلك لتهيئة نفسه وقدراته لها من خلال سعيه لتحقيق تلك الشروط والمعايير.
  • سوف يقلل إلى حد كبير من تقدم الكثير من الطلاب إلى مفاضلات الجامعات بشكل أقرب للعشوائي
  • تحقق هذا الأمر سوف يعني من جهة أخرى أن نسبة الطلبة الذين سوف يقومون بإلغاء قيدهم في الجامعات أو حتى أولئك الذين حصلوا على قبول مبدأي ولكن لم يكملوه سوف تصبح أقل بشكل عالِ، وهذا سوف ينعكس بشكل مفيد على الجامعات أيضاً.
  • سيخفف توضيح المعايير من المنافسة غير الحقيقية والمؤذية إلى حد كبير بين الطلاب حيث ستقتصر إلى حد كبير على الطلبة الراغبين بالدراسة في هذه الجامعة دون غيرها.
  • ولا بد أن نؤكد أن تخفيف الضغط النفسي على الطلبة حيال خوفهم من المجهول واحتمالية عدم حصولهم على رغبتهم أمر مهم يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار.

في حين أن نسبة 26.11% من العينة ترى أن توضيح المعايير من قبل الجامعات غير كاف لتسهيل دخول الطلبة إلى الجامعات وإكمال طريقهم التعليمي وقد تنوعت هذه النسبة بين الفئات الرئيسية التي سبق ذكرها من قبل (الطلاب الذين وجدوا المعايير منشورة أثناء مفاضلتهم والطلاب الذين وجدوها بشكل جزئي والطلاب الذين لم يجدوها أبدا).

وقد تنوعت أسبابهم في توضيح رأيهم بهذا الأمر وفيما يلي ذكر لأهم الأسباب التي وردت:

  • وجود صعوبة في تحقيق المعايير التي تنشرها الجامعات وتعتمدها.
  • وجود صعوبة في تحقيق شروط القبول لكثير من الأفرع في الجامعات.
  • وجود تغير دائم في القوانين المتعلقة بالطلبة السوريين وهذا يسبب في حصر الطلاب في خيارات معينة وأوقات ضيقة.
  • اعتماد معايير تتعلق بتفضيل جنسية على أخرى حيث اعتبرها بعض المشاركين مشكلة بحد ذاتها.
  • زيادة أعداد الطلاب الذين ينهون دراستهم الثانوية عاما بعد عام وعدم تماشي هذه الزيادة مع المقاعد المخصصة للطلبة السوريين. ونستطيع القول إن هذه النسبة تؤكد على وجود مشكلة يعيشها الطلبة بالإضافة لموضوع وضوح المعايير.

 

 

ثالثا: التوصيات:

  • التأكيد على أهمية وضوح معايير قبول الطلاب السوريين في الجامعات التركية.
  • بناء جسر تواصل مع الجامعات التركية، وعرض نتيجة الدراسة لهم ليقوموا بدورهم بتوضيح معايير القبول أثناء إعلان المفاضلة.
  • العمل على توعية الطلاب المقبلين على الحياة الجامعية بضرورة تحديد هدفهم الدراسي بعناية أثناء دراستهم للثانوية.
  • بناء مرجعية معلوماتية موثوقة للطلاب المقبلين على الحياة الجامعية لضمان وصول المعلومات الدقيقة لهم.
  • تأمين الدعم المالي للطلاب غير القادرين على متابعة دراستهم بسبب وضعهم المادي.
  • تدريب الطلاب المقبلين على الحياة الجامعية على آلية اختيار الجامعة المناسبة لهم.

الخاتمة:

إن الاهتمام بمشاكل الشباب يعد من الأهمية بمكان وتزداد هذه الأهمية بازدياد الآمال المنعقدة عليهم والمهام الملقاة على عاتقهم في بناء بلدانهم والنهوض بمجتمعاتهم وكذا الحال بالنسبة للشباب السوري حيث إن الشباب يمثل رأس المال لسوريا الحرة. وحيث أن التعليم هو الخطوة الأولى في بناء المجتمعات فإنه من الواجب على الجميع أن يسلط الضوء على التحديات التي تعيق اكمال تعليمهم وأن يسعى في إيجاد الحلول المناسبة. ولأن المشاكل تكبر وتتفاقم بالتغاضي عنها وتُحلُّ بمواجهتها ودراستها وتحليلها. فقد سعينا من خلال هذه الورقة البحثية إلى الوقوف على إحدى هذه التحديات وتحليلها وقد خرجنا بنتائج لهذه الدراسة وقمنا بوضع توصيات بناء عليها.

وإننا إذ نقدم هذه الدراسة لكل من يهتم بالواقع التعليمي للطلبة السوريين ويسعى إلى تقليل التحديات أمامهم فإننا نؤكد على أن العمل في هذا الجانب يحتاج لتضافر الجهود واجتماع الكلمة حتى نحصد نتائج مثمرة.

Comments

No comments, be the first one to comment

Also read

© 2024 - All right reserved for Say Platform