تمكين الشباب السوري: مشروع أصوات الشباب يقود التغيير الإيجابي

مقدمة 

في  عالمنا، عالم التنمية العالمية وصنع السياسات، سلطت خطة الأمم المتحدة لعام 2030 الضوء على الدور الحاسم لمشاركة الشباب في تشكيل السياسات التي تؤثر بشكل مباشر على حياتهم. وتعترف هذه الأجندة الحكيمة بالشباب باعتبارهم عناصر فاعلة في التغيير ومساهمين حيويين في تنميتهم وتنمية المجتمع ككل. ومع ذلك، فإن الفجوة بين هذه الرؤية والواقع لا تزال قائمة، مع ظهور العديد من السياسات التي تؤثر على الشباب دون مساهمتهم أو مشاركتهم.

يمثل "مشروع أصوات الشباب" مبادرة تعاونية بين منظمة دور لبناء السلام وشبكة شباب التغيير والجالية السورية في بريمن. حيث يجسد هذا المشروع رؤية الأمم المتحدة من خلال تمكين الشباب السوري وتعزيز مشاركتهم الفعالة في عمليات بناء السلام وصنع القرار.

تجهيز وتحضير الشباب السوري 

التدريب من أجل التغيير: تبدأ رحلة الشباب السوري في "مشروع أصوات الشباب" ببرنامج تدريب تحويلي مدته 10 أيام. يزودهم هذا البرنامج بالمهارات والمعرفة الأساسية، بما في ذلك:

1. حملات الاستماع وتقييم الاحتياجات التشاركية: تمكينهم من الاستماع إلى أقرانهم ومجتمعاتهم بشكل فعال.
2. التنظيم المجتمعي والشؤون البرلمانية: بناء قدراتهم على تعبئة المجتمعات والمشاركة في العمليات البرلمانية.
3. الحوارات والمناظرات: تنمية قدراتهم على الحوار والنقاش البناء كأدوات للتغيير.

تحديد الاحتياجات والأولويات

صوت الشباب: بعد ان تحلوا بمهاراتهم الجديدة، يغوص  وينخرط القادة الشباب في التطبيق العملي. يبدأون حملات استماع وتقييمات تشاركية للاحتياجات لتحديد احتياجات وأولويات الشباب بدقة في شمال غرب سوريا.  تصبح هذه الخطوة الأساس للإجراءات المستقبلية للمشروع.

صياغة وتشكيل البرامج الاختصاصية (المواضيعية)

التعاون في العمل: يقوم القادة الشباب بتيسير الحوارات بين أقرانهم لتحليل نتائج حملات الاستماع. وتؤدي هذه الجهود الجماعية إلى صياغة سبعة برامج مواضيعية تهدف إلى معالجة الاهتمامات والتطلعات الملحة للشباب في شمال غرب سوريا 

المشاركة الفعالة في المناظرات 

إشراك الشباب:  يشارك القادة الشباب بنشاط في المناظرات إلى جانب ممثلين عن الفرق التطوعية. توفر هذه المناظرات منصة لمناقشة البرامج المواضيعية وتحسينها.

انتخابات ممثلي الشباب

اتخاذ القرار المباشر:  لضمان مشاركة الشباب المباشرة في صنع القرار، يتم إجراء انتخابات لاختيار ممثلي الشباب المتوافقين مع البرامج المواضيعية. وسيلعب هؤلاء الممثلون دورًا محوريًا في الدفاع عن أصوات الشباب.

ديمقراطية البنى المجتمعية  كممارسة عملية

الانتخابات التي يقودها الشباب: يجسد "مشروع أصوات الشباب" ديمقراطية البنى المجتمعية، حيث يتولى الشباب مسؤولية العملية الانتخابية. وهم يحددون معايير المرشحين والممثلين، ويديرون حملاتهم الانتخابية، ويشكلون تحالفات وقوائم انتخابية، مما يؤكد التزامهم بالعمليات الديمقراطية الحقيقية.

المناظرات المواضيعية

تعميق الفهم:  ينخرط الشباب في مناظرات تركز على المجالات المواضيعية، مما يسمح لهم بالتعبير عن مواقفهم، والاستماع إلى وجهات النظر المتعارضة، وصقل أفكارهم

اتخاذ قرارات مستنيرة

السياسات المبنية على البيانات لتوجيه حملاتهم وسياساتهم: يقوم الشباب بإجراء استطلاعات الرأي كجزء من المشروع. يقومون بجمع وتحليل البيانات، والتأكد من أن منصاتهم (برامجهم الانتخابية)  تتماشى مع الاحتياجات والرغبات الحقيقية لأقرانهم. كما يقوم الناخبون الشباب بالتصويت بناء على هذه البرامج الانتخابية واطلاعهم على نتائج استطلاع الراي والمناظرات التي قام بها المرشحون.

الموازنة بين المنافسة والتعاون

وعي بالغاية:  طوال هذه العملية، ينخرط الشباب في منافسة ودية مع تعزيز روح التعاون والدعم المتبادل. هذا المزيج من المنافسة والتعاون يخلق عملية ديناميكية وجذابة.

النتائج المتقاربة والمنافسة الحماسية

المشاركة التمكينية: تؤكد الانتخابات التي شهدت منافسة شديدة على حيوية ومشاركة جميع المشاركين. والأهم من ذلك، أن المشروع يضمن الشمول بين الجنسين، حيث يشارك الذكور والإناث على حد سواء دون الحاجة إلى اتباع مبدأ الحصص (الكوتا).

قصص النجاح

خلف الكواليس: يلعب المتطوعون المتفانون أدوارًا حاسمة في إدارة العملية الانتخابية. هؤلاء المتطوعون، من خلفيات متنوعة بما في ذلك المحامين وعضو من الائتلاف لآمن وسلام الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ينحدرون من سوريا وخارجها. ويشكلون ثلاث لجان: لجنة الإدارة الانتخابات، ولجنة الطعون، ولجنة المراقبة، لضمان نزاهة العملية.

الخاتمة

تمكين قادة المستقبل: يوضح "مشروع أصوات الشباب" كيف يمكن لمشاركة الشباب المتمكنة أن تؤدي إلى تغيير تحويلي. ومن خلال تزويد الشباب السوري بالمعرفة والمهارات والمنصات للتعبير عن اهتماماتهم وتطلعاتهم، تجسد هذه المبادرة جوهر خطة الأمم المتحدة لعام 2030. ومع استمرار الشباب في إثبات أنفسهم كصناع تغيير ديناميكيين ومساهمين قيمين في تطوير السياسات، فإن مثل هذه المشاريع تكون بمثابة شهادة على أهمية مشاركة الشباب في تشكيل مستقبل أكثر إشراقا للجميع. إن تركيز المشروع على ديمقراطية البنى المجتمعية واتخاذ القرارات المستنيرة يضمن سماع أصوات الشباب السوري بصوت عالٍ وواضح.

في "مشروع أصوات الشباب"، الشباب ليسوا مجرد مشاركين؛ إنهم مهندسو مستقبلهم.