قصة الناجية من الاعتقال " قمر " - حملة السلام المفقود في سوريا

بناء السلام
دورauthor-image Say Platform منذ 2 أعوام
article-image

قمر ( اسم مستعار) صبية في الثالثة والعشرين من عمرها, أمضت فترة اعتقالها وهي تنتظر ابنتها التي كانت تحملها في أحشائها وتمدها بالأمل والطاقة للتغلب على الصعاب وتحديات الاعتقال.

تسعى قمر إلى تعريف المجتمع بأهوال الاعتقال وتغيير نظرة المجتمع تجاه الناجيات من الاعتقال وعودتها لحياتها التي كانت تخطط لها قبل الاعتقال والأحلام التي كانت ترسمها أمامها وتلقى دائما الدعم من زوجها الذي كان الداعم لها بقوة في الفترة التي تلت الاعتقال مما شجعها على الانطلاق مجددا نحو تحقيق أهدافها 

ولتكون قصة نجاح لإحدى الناجيات من الاعتقال.

تقول قمر "كان همي الأول بعد خروجي من المعتقلات هو ابنتي كانت صغيرة جدا فقد كنت حاملاً فيها أثناء الاعتقال كان كل جهدي أن أصبح أقوى من أجل ألا يساء لها حتى بنظرة أو كلمة عندما تكبر بسبب قصة اعتقالي أو أن يقال لها أمك معتقلة ومن أجل سلامة نفسيتها في المستقبل وأن تستطيع أن تكمل حياتها بكل قوة وأمل وأن تكون حياتها حياة كريمة وسليمة

عندما خرجت كان المجتمع ينظر إليّ بنظرته الغريبة و بأنني صاحبة عار "فقط لأنني اعتقلت"

واجهت عقليات كثيرة كادت أن تسبب لي عقدة ولكن الله كان قد جعل  لي عوضاً وسنداً وهو زوجي الذي كان داعماً لي وكانت نظرته وعقليته عكس مجتمعنا كان همه الأول أن أتجاوز ما مررت به لأجل أسرتي وابنتي التي كنت حاملاً فيها في فترة الاعتقال وفعلاً تجاوزت هذه الصعوبات بفضل دعمه الكبير لي "

انضمت قمر للعمل مع فرق الدفاع المدني في المناطق المحررة من سوريا وقامت بعدة مهام منها البحث والإنقاذ والتوعية ومساعدة زملائها بالعمل على إنجاز المهام التي تتطلب مهارة في الأعمال المكتبية المتعلقة بالحاسوب لتتوج كل تلك الجهود بتعيينها كمنسقة تواصل مركز نسائي وخلال عملها بالدفاع المدني كانت عرضة للخطر المباشر في العديد من المهام التي قامت بتنفيذها أثناء العمل نتيجة حالات القصف التي يتم التعرض لها  بالإضافة إلى مشاركتها في حملة مسعف في كل منزل والتي ساهمت من خلالها في تدريب العديد من النساء على مبادئ الإسعافات الأولية خصوصا في الحالات التي من الممكن أن يتعرض فيها الأطفال للأذى

كما ساهمت قمر بالعمل في المجال الإعلامي حيث عملت بشكل تطوعي في العديد من المكاتب الإعلامية بهدف اكتساب الخبرة في هذا المجال والتي ساعدتها في إيصال قصص العديد من الناجيات والتعبير عن همومهم ومعاناتهم وإيصال تجربتها في تجاوز آلام هذه التجربة لتكون دافعاً ومحفزاً لهن 

 

وتضيف قمر بأن الطموح والرغبة في مساعدة الآخرين كان دافعها للمشاركة في هذه الأعمال والمساهمات ونقل الخبرات التي اكتسبتها للآخرين مؤكدة أن هذه المساهمات من الممكن أن تحدث أثراً كبيراً " بلوك وراء بلوك بتعمر" وقد ساعدها ودعمها في الاستمرار بهذا العمل زوجها الذي كان يعمل ضمن الدفاع المدني أيضا ً ويشجعها بشكل مستمر وقد عززت ثقتها بنفسها من دورها في العمل واكتساب المزيد من الخبرات نتيجة دعم زملائها في العمل وثقتهم بقدرتها على تنفيذ المهام بأفضل شكل ممكن.

 

ورغم كل النجاح الذي حققته قمر إلا أنها لاتنس ما واجهته من الصعوبات في بداية نجاتها من الاعتقال وخصوصاً نظرة المجتمع التي كانت سلبية بشكل كبير مما سبب صعوبة في اندماجها مع المجتمع ولكن استطاعت التغلب على هذا التحدي تدريجيا بعد انضمامها للعمل في الدفاع المدني نتيجة المساهمات التي كانت تقوم بها فتغيرت هذه النظرة بشكل كلي " نقطة تطوعي بالدفاع المدني كانت أهم شيء بحياتي ...  المجتمع نفسه الذي كان يتهامس على تغيرت نظرته ليس مئة بالمئة  و إنما ألف بالمئة بعد أن عرفوا قيمة العمل الذي أقوم به وخصوصاً أوقات القصف والنزوح".

 

توصي قمر الشباب بعدم تأطير أنفسهم بقالب معين بل العمل على تطوير مهاراتهم بشكل مستمر ليحققوا تغييراً في المجتمعات التي يتواجدون ضمنها والاعتماد على ذواتهم لتطوير المجتمع والتعاون فيما بينهم والتركيز على أهمية التعليم أمّا بالنسبة للناجيات من الاعتقال فكانت رسالتها لهن " ما تتخبوا ضمن البيوت ما تبقوا منعزلين واسعوا للشيء يلي بدكن إياه ومهما كانت أحلامكم قبل الاعتقال حاولوا تحققوها حتى ولو كانت النتائج أقل من الحلم وحاولوا تكونوا شيء فعال بالمجتمع وهذه أنا مثال حي أمامكم"

التعليقات

  • Mariam Bakri
    منذ 2 أعوام

    لا يحلمو لو لحظة رح نترك لهم البلد

  • حسين عيساوي
    منذ 2 أعوام

    الله يفرج عن جميع المعتقلين

اقرأ أيضًا

© 2024 - جميع الحقوق محفوظة لصالح منصة ساي