محمود (اسم مستعار)  اخ لمعتقلين في سجون النظام السوري 

امضى الاخ الاول حتى الآن  تسع سنوات 

والاخ الثاني ثمان سنوات دون أن يعرف مصيرهما 

محمود صاحب القصة القادمة يروي بحرقة أحداث غياب اخوانه الاثنين وكيف الحياة جارت على أفئدتهم بشكل كبير 

سنشد عضدك بأخيك 

فتخيل هذا العضد غير موجود فقط لأنهما كانا أصحاب حق وكلمة حق فقط لأنهما طالبا بحقوقهما كأشخاص متواجدين في مجتمع لا يوفر أدنى حقوق الكرامة 

إظهار صوتك و مطالبتك بالحق هي السبب الأول والوحيد لإعتقالك بالإضافة إلى انتمائك سواء بالسكن او مكان الولادة في احدى المناطق المعارضة للنظام 

منذ تسع سنوات عندما اعتقل أول أخ لي كنت في حالة صدمة وخوف وعدم تصديق للذي حصل حالة الذعر التي أصابت المنزل فتكت بأرواحنا 

ما لبثنا أن بدأنا في المطالبة لخروجه من السجن وأين هو إلا وقد فُجعنا بأخي الثاني ثمان سنوات للآن مضى على اعتقاله ونحن لانعلم أين هو ولا كيف تكون حالته الصحية والنفسية 

عند اعتقال كل واحد منهما تدهورت حالة عائلتة النفسية بسبب الغياب ف عندما تفقد أحد أفراد عائلتك وخاصة الأب تصبح كالمفجوع لاتعي الكارثة إلا بمرور الوقت والزمن الفراغ الذي تشكل والآلام التي جعلت من والدتي امرأة عجوز همها الوحيد أولادها 

بكاءها كل ليلة عليهما وعلى عائلتهما ودموع القهر التي لازمتها طيلة أعوام جعلت المنية توافيها قبل خروج أولادها ورؤيتهم أمام عينيها هي الفاجعة الثالثة لنا ولأُسرنا....

عندما داهمها الموت بسبب حزنها وقهرها أصبح هناك هم أكبر واصرار أكبر على المطالبة بأخواني وكشف مصيرهم الغير معروف فهم همنا وألمنا حتى الافراج عنهم وعن جميع المعتقلين 

فنحن أصحاب حق وهم أصحاب كلمة حق ولابد من سقوط النظام والحصول على الحرية وعلى جميع معتقلينا قبل سقوطه وقبل جميع الحلول السياسية أو غيرها ...